مسلسل Stranger Things
الشبكة المنتجة: نيتفليكس
سنة الإنتاج: 2016
عدد المواسم: موسم واحد
عدد الحلقات: 8
في الشهر الماضي وتحديداً في 15/7/2016، قامت نيتفليكس بطرح حلقات مسلسل Stranger Things كاملةً، وسرعان ما اشتهر المسلسل نال استحسان المتابعين والنقاّد، كما نال تقييمات عالية وصلت إلى 9.1 على الموقع الشهير IMDB.
المسلسل من نوع دراما – إثارة – رعب وهو مناسب لجميع الفئات العمرية ومشابه بعض الشيء لسلسلةSupernatural إلا أن الاختلاف الوحيد هو القصة المتسلسلة غير المتقطعة، والحلقات المرتبطة مع بعضها بتسلسل بعيداً عن الحشو والمماطلة والتكرار.
التمثيل
يدور محور المسلسل حول الأصدقاء الثلاثة الذين يخوضون في رحلة البحث عن صديقهم المفقود، لذلك كان التركيز عليهم فهم أمامنا أغلب الوقت، وقد نجح صنّاع المسلسل من جهة، والأطفال الممثّلين من جهة ثانية تقديم ثلاثة شخصيات مختلفة عن بعضها اختلافاً تاماً.
مايك البطل الأساسي، أو قائد المجموعة كما يظهر للبعض تميّز بشخصية جديّة وناضجة يستطيع المناقشة والحوار بعيداً عن الاستهزاء والتهكّم على عكس دستن، الذي تميّز بروح الدعابة بإلقاء بعض النكات مع طريقته المضحكة في التكلّم بعض الشيء، وذلك بسبب فقدانه لأسنانه الأمامية العلوية. أما لوكاس فكان معارضاً لأي قرار وكانت قراراته تتسم بالتهوّر والتسرّع دون التفكير بالنتائج.
من ناحية أخرى تميّز المسلسل بتقديم شخصيّات أخرى مميزة كشخصية قائد الشرطة هوبر، التي قام بأدائها الممثل افيد هاربور باحترافية وأداء جيّد للغاية، أما الممثلة وينونا رايدر فقد قامت بأداء أكثر من رائع بتجسيدها شخصية جويس، والدة الطفل المفقود، والتي تفقد صوابها بعد فقدان ابنها وتتجه نحو الجنون شيئاً فشيئاً.
من الشخصيات المهمّة أيضاً شخصية نانسي (أخت مايك) التي قامت بأدائها الممثلة وينونا رايدر والتي تلعب دوراً مهماً في القصة بعد أن تسببت – بدون قصد – بمشكلة كبيرة للغاية. وقد أحسن صنّاع المسلسل ربط شخصية نانسي مع القصة الأساسيّة حتى لا تبدو كشخصية ثانوية لا فائدة منها إلا “زيادة عدد”. يشاركها الممثل الشاب تشارلي هيتون بدور جوناثان (أخ الطفل المفقود) والذي قدّم شخصية فريدة غريبة الأطوار قريبة من صفات مرضى التوحّد.
الإيجابيات والسلبيات
المسلسل مكوّن من 8 حلقات، بمعدّل 50 دقيقة للحلقة الواحدة. إن هذا الأمر يعتبر ايجابياً وسلبياً في نفس الوقت، فالعدد القليل للحلقات أنقذ المسلسل من خطأ الحشو والمماطلة كمسلسل Supernatural، ولو كان المسلسل من 20-22 حلقة كما هي العادة، لربما وقع في هذا الخطأ وهو ما كان سيؤثر سلباً بكل تأكيد على جودة العمل. أما الناحية الإيجابية من هذا الأمر فهي اختصار جميع الأمور المهمة في 8 حلقات كانت كافية ليحظى المسلسل باستحسان المشاهدين والنقاد، ويحصل على تقييم 9.1 بسهولة في موقع IMDB.
بعض المراجعات اعتبرت أنّ استخدام الأطفال في المسلسل (وخاصة دستن) لبعض الشتائم الكبيرة التي لم نعتد سماعها من أطفال بهذا العمر في الأعمال التلفزيونية والسينمائية من قبل، أمراً سلبياً، ليس من ناحية جودة العمل وإنما سيكون مزعجاً لبعض المشاهدين.
من جهة ثانية، بعض المسلسلات تحتاج أن تتابع منها أربع أو خمس حلقات لتفهم مغزى القصّة، أما في مسلسل Stranger Things فمن اللقطة الأولى التي تبيّن بوضوح حدوث كارثة في مختبر ضمن وكالة، وما يليها من مشاعر القلق والخوف والهرب من المجهول، ستعرف نوعية العمل. وبعد الانتهاء من الحلقة الأولى ستتكوّن لديك خلفية شاملة عن جميع الشخصيات، والطريق الذي يمشي نحوه المسلسل.
الموسيقى والإخراج
كما قلت سابقاً، فإن الموسيقى المميزة الفريدة من نوعها استطاعت تحريك المشاعر المطلوبة ضمن المُشاهد، والتي عمل عليها كلّ من كايل ديكسون ومايكل شتاين بعد تلقيهما مكالمة هاتفية من صنّاع المسلسل شخصياً للعمل على الموسيقى التصويرية، واستطاعوا خلق جوّ مشحون في بعض اللقطات.
أما من حيث الإخراج، فقد استطاع الأخوين بوفر استغلال هذا النوع من القصص للخروج بأبهى صورة ممكنة، وذلك عبر استخدام عوامل الطبيعة المحيطة، فغالباً ما يحدث هذا النوع من القصص في البلدات الصغيرة. بالإضافة أنهم هم أنفسهم قاموا بكتابة أغلب حلقات المسلسل، وهذا ما شكّل عاملاً إضافياً لفهم عناصر كل مشهد بحدّ ذاته، وإخراجه بأفضل صورة ممكنة.
احتلَّ المسلسل المركز الأول بنسبة 80.39% عن استفتاء أجراه موقع Variety الأميركي لأفضل مسلسل صيفي، جاء بعده في المركز الثاني مسلسل The Night of بنسبة 13.73%، في حين احتلّ مسلسل Animal Kingdom المرتبة الأخيرة بنسبة 1.54% فقط.
لا تصدّق أحداً
ربما هذه هي الفكرة الأساسية التي استطاع المسلسل ايصالها، فعلى الرغم من تسليط الضوء على التجارب السرية التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية أو الخاصة، إلا أن الفكرة تكمن في عدم الوثوق بالتقارير والروايات الرسمية الصادرة عن تلك الجهات مهما بدت مقنعة، بل عليك محاربة كل من يتّهمك بالشك والجنون حتى تستطيع اثبات عكس ذلك والوصول للنتيجة التي تؤمن بوجودها.
نهاية المسلسل كانت نهاية مفتوحة، وكما صرّح صنّاع المسلسل فإن نهاية الموسم الأول تفتح الباب لمتابعة القصة والتعمّق بها بكل أريحيّة بل وتمهّد لأفكار وتفرّعات أكثر جنوناً. وحسب تصريحات مدير شبكةنيتفليكس “سيكون من الغباء عدم صنع موسم ثاني للمسلسل، بعد النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول”. يكمن التحدّي بمتابعة العمل على نفس الجودة التي خرج بها الموسم الأول، وبالتأكيد دون حشو لقصص وتفرّعات عديمة الجدوى.
أخبرونا ما آرائكم بمسلسل Stranger Things؟ وهل أنتم متحمّسون لجزء ثان من هذا العمل؟
الشبكة المنتجة: نيتفليكس
سنة الإنتاج: 2016
عدد المواسم: موسم واحد
عدد الحلقات: 8
في الشهر الماضي وتحديداً في 15/7/2016، قامت نيتفليكس بطرح حلقات مسلسل Stranger Things كاملةً، وسرعان ما اشتهر المسلسل نال استحسان المتابعين والنقاّد، كما نال تقييمات عالية وصلت إلى 9.1 على الموقع الشهير IMDB.
المسلسل من نوع دراما – إثارة – رعب وهو مناسب لجميع الفئات العمرية ومشابه بعض الشيء لسلسلةSupernatural إلا أن الاختلاف الوحيد هو القصة المتسلسلة غير المتقطعة، والحلقات المرتبطة مع بعضها بتسلسل بعيداً عن الحشو والمماطلة والتكرار.
قصة مسلسل Stranger Things
تجري أحداث المسلسل في عام 1983 ويتحدّث باختصار عن صبي (ويل) يُفقد في ظروف غامضة، فيشارك كل سكان بلدته إلى جانب الشرطة في عملية البحث عنه. بعد اختفائه مباشرة تظهر فتاة صغيرة غريبة الأطوار بلباس المشافي، فيقوم أصدقاء الصبي المفقود الثلاثة وهم (مايك، لوكاس، دستن) بإخفائها في منزل مايك، مع متابعة البحث عن صديقهم المفقود، ليكتشفوا يوماً بعد يوم تورّطهم مع منظّمة غامضة تقوم بأبحاث وتجارب سريّة، لتبدأ عملية ربط الخيوط مع بعضها، واكتشاف أسرار لم يكن من المفترض أن تخرج للعامّة.
مع أنّ المسلسل يندرج ضمن صنف الرعب إلا أنه غير مرعب، وإنما الإثارة والترقب في بعض المشاهد قد طغوا على صفة الرعب، وقد ساعد على ذلك الموسيقى التصويرية الفريدة من نوعها مع الإخراج الملائم، بعيداً عن لقطات الدم والأحشاء التي تسبب ازعاجاً للكثيرين، وأنا منهم.
تجري أحداث المسلسل في عام 1983 ويتحدّث باختصار عن صبي (ويل) يُفقد في ظروف غامضة، فيشارك كل سكان بلدته إلى جانب الشرطة في عملية البحث عنه. بعد اختفائه مباشرة تظهر فتاة صغيرة غريبة الأطوار بلباس المشافي، فيقوم أصدقاء الصبي المفقود الثلاثة وهم (مايك، لوكاس، دستن) بإخفائها في منزل مايك، مع متابعة البحث عن صديقهم المفقود، ليكتشفوا يوماً بعد يوم تورّطهم مع منظّمة غامضة تقوم بأبحاث وتجارب سريّة، لتبدأ عملية ربط الخيوط مع بعضها، واكتشاف أسرار لم يكن من المفترض أن تخرج للعامّة.
مع أنّ المسلسل يندرج ضمن صنف الرعب إلا أنه غير مرعب، وإنما الإثارة والترقب في بعض المشاهد قد طغوا على صفة الرعب، وقد ساعد على ذلك الموسيقى التصويرية الفريدة من نوعها مع الإخراج الملائم، بعيداً عن لقطات الدم والأحشاء التي تسبب ازعاجاً للكثيرين، وأنا منهم.
التمثيل
يدور محور المسلسل حول الأصدقاء الثلاثة الذين يخوضون في رحلة البحث عن صديقهم المفقود، لذلك كان التركيز عليهم فهم أمامنا أغلب الوقت، وقد نجح صنّاع المسلسل من جهة، والأطفال الممثّلين من جهة ثانية تقديم ثلاثة شخصيات مختلفة عن بعضها اختلافاً تاماً.
مايك البطل الأساسي، أو قائد المجموعة كما يظهر للبعض تميّز بشخصية جديّة وناضجة يستطيع المناقشة والحوار بعيداً عن الاستهزاء والتهكّم على عكس دستن، الذي تميّز بروح الدعابة بإلقاء بعض النكات مع طريقته المضحكة في التكلّم بعض الشيء، وذلك بسبب فقدانه لأسنانه الأمامية العلوية. أما لوكاس فكان معارضاً لأي قرار وكانت قراراته تتسم بالتهوّر والتسرّع دون التفكير بالنتائج.
من ناحية أخرى تميّز المسلسل بتقديم شخصيّات أخرى مميزة كشخصية قائد الشرطة هوبر، التي قام بأدائها الممثل افيد هاربور باحترافية وأداء جيّد للغاية، أما الممثلة وينونا رايدر فقد قامت بأداء أكثر من رائع بتجسيدها شخصية جويس، والدة الطفل المفقود، والتي تفقد صوابها بعد فقدان ابنها وتتجه نحو الجنون شيئاً فشيئاً.
من الشخصيات المهمّة أيضاً شخصية نانسي (أخت مايك) التي قامت بأدائها الممثلة وينونا رايدر والتي تلعب دوراً مهماً في القصة بعد أن تسببت – بدون قصد – بمشكلة كبيرة للغاية. وقد أحسن صنّاع المسلسل ربط شخصية نانسي مع القصة الأساسيّة حتى لا تبدو كشخصية ثانوية لا فائدة منها إلا “زيادة عدد”. يشاركها الممثل الشاب تشارلي هيتون بدور جوناثان (أخ الطفل المفقود) والذي قدّم شخصية فريدة غريبة الأطوار قريبة من صفات مرضى التوحّد.
الإيجابيات والسلبيات
المسلسل مكوّن من 8 حلقات، بمعدّل 50 دقيقة للحلقة الواحدة. إن هذا الأمر يعتبر ايجابياً وسلبياً في نفس الوقت، فالعدد القليل للحلقات أنقذ المسلسل من خطأ الحشو والمماطلة كمسلسل Supernatural، ولو كان المسلسل من 20-22 حلقة كما هي العادة، لربما وقع في هذا الخطأ وهو ما كان سيؤثر سلباً بكل تأكيد على جودة العمل. أما الناحية الإيجابية من هذا الأمر فهي اختصار جميع الأمور المهمة في 8 حلقات كانت كافية ليحظى المسلسل باستحسان المشاهدين والنقاد، ويحصل على تقييم 9.1 بسهولة في موقع IMDB.
بعض المراجعات اعتبرت أنّ استخدام الأطفال في المسلسل (وخاصة دستن) لبعض الشتائم الكبيرة التي لم نعتد سماعها من أطفال بهذا العمر في الأعمال التلفزيونية والسينمائية من قبل، أمراً سلبياً، ليس من ناحية جودة العمل وإنما سيكون مزعجاً لبعض المشاهدين.
من جهة ثانية، بعض المسلسلات تحتاج أن تتابع منها أربع أو خمس حلقات لتفهم مغزى القصّة، أما في مسلسل Stranger Things فمن اللقطة الأولى التي تبيّن بوضوح حدوث كارثة في مختبر ضمن وكالة، وما يليها من مشاعر القلق والخوف والهرب من المجهول، ستعرف نوعية العمل. وبعد الانتهاء من الحلقة الأولى ستتكوّن لديك خلفية شاملة عن جميع الشخصيات، والطريق الذي يمشي نحوه المسلسل.
الموسيقى والإخراج
كما قلت سابقاً، فإن الموسيقى المميزة الفريدة من نوعها استطاعت تحريك المشاعر المطلوبة ضمن المُشاهد، والتي عمل عليها كلّ من كايل ديكسون ومايكل شتاين بعد تلقيهما مكالمة هاتفية من صنّاع المسلسل شخصياً للعمل على الموسيقى التصويرية، واستطاعوا خلق جوّ مشحون في بعض اللقطات.
أما من حيث الإخراج، فقد استطاع الأخوين بوفر استغلال هذا النوع من القصص للخروج بأبهى صورة ممكنة، وذلك عبر استخدام عوامل الطبيعة المحيطة، فغالباً ما يحدث هذا النوع من القصص في البلدات الصغيرة. بالإضافة أنهم هم أنفسهم قاموا بكتابة أغلب حلقات المسلسل، وهذا ما شكّل عاملاً إضافياً لفهم عناصر كل مشهد بحدّ ذاته، وإخراجه بأفضل صورة ممكنة.
احتلَّ المسلسل المركز الأول بنسبة 80.39% عن استفتاء أجراه موقع Variety الأميركي لأفضل مسلسل صيفي، جاء بعده في المركز الثاني مسلسل The Night of بنسبة 13.73%، في حين احتلّ مسلسل Animal Kingdom المرتبة الأخيرة بنسبة 1.54% فقط.
لا تصدّق أحداً
ربما هذه هي الفكرة الأساسية التي استطاع المسلسل ايصالها، فعلى الرغم من تسليط الضوء على التجارب السرية التي تقوم بها بعض الجهات الحكومية أو الخاصة، إلا أن الفكرة تكمن في عدم الوثوق بالتقارير والروايات الرسمية الصادرة عن تلك الجهات مهما بدت مقنعة، بل عليك محاربة كل من يتّهمك بالشك والجنون حتى تستطيع اثبات عكس ذلك والوصول للنتيجة التي تؤمن بوجودها.
نهاية المسلسل كانت نهاية مفتوحة، وكما صرّح صنّاع المسلسل فإن نهاية الموسم الأول تفتح الباب لمتابعة القصة والتعمّق بها بكل أريحيّة بل وتمهّد لأفكار وتفرّعات أكثر جنوناً. وحسب تصريحات مدير شبكةنيتفليكس “سيكون من الغباء عدم صنع موسم ثاني للمسلسل، بعد النجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول”. يكمن التحدّي بمتابعة العمل على نفس الجودة التي خرج بها الموسم الأول، وبالتأكيد دون حشو لقصص وتفرّعات عديمة الجدوى.
أخبرونا ما آرائكم بمسلسل Stranger Things؟ وهل أنتم متحمّسون لجزء ثان من هذا العمل؟
المصدر: أراجيك
تعليقات
إرسال تعليق